اللعبة الكبرى 2

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الصورة مأخوذة من الانترنت

حاول صاحب شركة بيع وصيانة أجهزة حاسب آلي التسويق لمنتجاته الجديدة، والتي لم يستطع تسويقها بالشكل الأمثل، لعدم إيمانه بأهمية صرف أية مبالغ في التسويق لها. وبعد تفكير عميق وجد الحل، حيث توجه إلى أحد مديري العموم في أحد الجهات المعنية، و أعلمه برغبته في التبرع بمائة الف جهاز حاسب آلي للمواطنين. فأعجب المدير العام بالفكرة، فتوجه إلى مسؤوله المباشر عارضا مقترح صاحب الشركة. والذي أنفجر فرحاً من شدة حماسه للفكرة. والتي قد يصل بها إلى درجات أعلى. و لقد قرر تبني المبادرة لتصبح مشروعاً وطنياً نبيلا يتوق له كل المواطنين حيث قرر المسؤول رفع المقترح إلى زملائه المسؤولين الآخرين في الجهات الأخرى، والذين كذلك وافق أغلبهم لتبني المشروع.

ذهب المسؤول ليبلغ صاحب المبادرة بالخبر السعيد

ستقوم الحكومة بتبني المشروع الوطني و بدعمه ليصبح هنالك مليون حاسب آلي مدعوم بدلاً من مائة الف، ويشمل دفع نسبة من تكلفة الأجهزة بينما يتحمل المواطن جزء من المبلغ. وما على الشركةإلا توفير الاجهزة بسعر مخفض -كما يقولون-

فرح التاجر فرحا عظيماً  فكانت خطته في الأصل التخلص من المخزون الهائل الذي لديه ودون ربح و بخسائر عظيمة على ان يستفيد استفادة عظيمة لاحقا عبرصيانة الأجهزة وبيع قطع الغيار، و كانت رغبته أيضا أن يصبح أحد التجار الكبار لبعض الماركات العالمية عبر بيع كميات كبيرة، فتعطيه تلك الشركات وسام الموزع المعتمد الموثوق العالمي،

لم يخطر بباله أن الحكومة بأكبرها ستقوم بتبني المشروع وتحويله إلى مبادرة كبيرة!! أو لعله خطر بباله ذلك،

قبل ان تعلن الخطة للملأ  حدث مايلي :

إحدى المسوولين الكبار ممن صادق و صوت بموافقته للمشروع. توجه صاروخا إلى مقر عمله، و ابلغ فلان المسؤول بذلك فوصل الخبر إلى شركات الاتصال والتي تم فيها شراء أسهم و توزيع المكافات. قبل إعلان الخبر فربحت شركات الاتصال لان مليون حاسب آلي يعني مليون حساب انترنت.

فاصبحت الفكرة من مبادرة شخصية لهدف التربح لاحقا عبر الصيانة و بيع قطع الغيار إلى مبادرة وطنية حكومية تجارية ببيع وصيانة وبعشرة أضعاف الكمية

أصبحت مشروعا وطنيا كبيرا

و توتة توتة خلصت الحدوتة

في الحقيقة لم تنتهي

بل انتقلت إلى قطاع آخر

تحذير صحي/ القصة عامة وقد تنطبق على  الكثير من المجتمعات في بعض فصولها

تحياتي

صلاح الحجري