عمران بين الطموح والواقع.. ..قصة فشل؟!!!

عمران بين الطموح والواقع.. ..قصة فشل؟!!!
شركات غير محلية تنفذ مشاريع وطنية استراتيجية!!!
هل السبب هو عشوائية التخطيط المدني/الحضري ؟!
(آخر المشاريع : مدينة العرفان)


  تساؤلات كثيرة تطرح حول جدوى وجود شركة حكومية تستحوذ وتسيطر على أهم المواقع الاستراتيجية في السلطنة ثم تقوم هذه الشركة بالشراكة مع شركات أخرى لتنفيذ مشاريع استراتيجية وفق خطة غير واضحة المعالم ، بسبب عدم وجود تخطيط مدني/حضري للجهات المعنية، فينتج عن ذلك تقييد إمكانيات ومقدرات هذه الشركة والتي تبحث عن مستثمرين لتنفيذ مشاريعها، مما يعرضها الى التنازل أو فلنقول إلى الرضى بالاهداف القليلة التي تحققها من تنفيذ هذه المشاريع المشتركة والتي دائما ما تنفذ بسرعة السلحفاه.
موقع مدينة العرفان

   هذا التخبط الموجود و الحاصل على مستوى التخطيط المدني/الحضري يلقي بثقاله على جميع قطاعات الوطن، من عقار وتجارة ومواصلات وبنية اساسية ومجتمع وتعليم وكهرباء ومياه ووووو الخ

   ولذلك نجد شركات مثل عمران وأساس ، وغيره تعاني كثيرا في تنفيذ مشاريعها، فلا العائد مجزي ولا التنفيذ سهل ،

فمثلا (من نظرة المواطن او الحكومة وما نطمح إليه ) ،
   نجد البعض منا يصفق لانجازات مدينة الموج بينما المتمعن والطموح يدرك حجم الفشل  المرافق له (و لا يعني ذلك بأن اللوم يقع على الشركة المنفذة كما أوضحت أعلاه)
صورة علوية لمدينة الموج
     إن ملامح الفشل واضحة بمدينة الموج كمثال : فنجدها في تدني نسبة اشغال مرافق ومساحات الايجار بالموج ومعاناة أصحاب الاعمال في استئجار وتشغيل والحفاظ على محلاتهم بها ، مع وجود نسبة كبيرة من المساحات فارغة ولا تجد اي مستأجر.

وبالرغم من وضوح هذه الامور ، قامت شركة عمران في منتصف عام 2018 بتوقيع شراكة لتنفيذ الجزء الغربي من مدينة العرفان وذلك لمدة 20 سنة!!!!! 
ومع من؟ 
مع نفس الشركة المنفذة لمدينة الموج
 وعلى مساحات تقدر قيمتها بمئات الملايين إن لم يكن مليارات من الريالات العمانية!

يا للهول ،
(أقولها من نظرة المواطن أو اصحاب الاعمال ممن كانوا يتمنون من مدينة الموج النجاح الباهر)،
أقولها كيف تأتي عمران وتوقع عقد آخر مع الشركة التي تنفذ مشروع الموج ،والتي تعاني معاناة كبيرة في إنجازه او ايجاد مستأجرين !!! كيف 

ومن هنا نعود الى موضوع شركة عمران
   الحل بسيط جدا ولكن للأسف القائمين عليه ما زالوا في كبريائهم من الاعتراف بأن المشكلة ليست في السوق العماني ومستثمريه بل في عدم اعترافهم بأن منهجهم في إدارة التخطيط المدني/الحضري والعقاري للوطن هو ضعيف جدا ويفتقر للمرونة والتجاوب مع متغيرات السوق، يرفضون الاعتراف بأن الخلل في محدودية مخيلاتهم من الحصول او تنفيذ حلول مبتكرة وابداعية.
   يرفضون الاعتراف بإن إنشاء وإدارة شركة مثل عمران  استند على آليات ضعيفة وقائمة على ضبابية وعشوائية التخطيط و نتيجة عدم وجود اساس مهم تستند عليه مثل هذه المشاريع.
وأخيرا اقول:
   أما كان بالأحرى بالقائمين  إنشاء شركة عقارية مساهمة على غرار الدول الأخرى مثل إعمار
تكون النسبة الأكبر للحكومة (51%*) كبداية والبقية تطرح كاكتتاب واسهم ، فضمانة الحكومة  هي تقديم أرض من ذهب للاستثمار مع تكاملية التخطيط لدعمها وتنشيطها بمحفزات كالقوانين والتشريعات،
    
    وكل ما يكون هنالك مشروع جديد او مرحلة جديدة، يتم طرح اسهم للاكتتاب ، و يتم تجميع الاموال وبناءالمشاريع عبر مراحل، ولا داعي لإقامة مشاريع جديدة كبيرة جدا، إن لم تكن هنالك سيولة مالية،او جدوى اقتصادية بدلا  من تسليم اراضي "ذهب" وتقديم تنازلات لاجل شراكة مع شركات غير محلية، ناهيكم عن موضوع هجرة الاموال

  وهذه هي الواقعية التي أراها ، وليست الواقعية التي نجم عنها هذا النوع من المشاريع التي تسير بسرعة السلحفاة!!
   إن ما حدث أدى الى طرد او تنفير أصحاب الاعمال والأفراد من أهل الوطن من فرصة المشاركة في بناء هذه المدن أو المشاريع ! عبر شراء أسهم !

فلتتمعنوا في هذا كمثال
  شركة ما تدير مشروع كبير  يعاني في إيجاد مستأجرين للمساحات التجارية و يتم إعطائها مشروع آخر أكبر بينما السوق كاملا يعاني نتيجة سياسات عشوائية في التخطيط المدني /الحضري ،
هل تتوقعون أن تقوم الشركة بدورها كاملا ام ماذا ، هل ستتوقعون أنها ستستطيع تنفيذ المشروع الثاني بسرعة وحسب المأمول منها بينما سيتأثر مشروعها الاول بقوة سلبيا

   وهل تتوقعون أن اصحاب الأعمال سيستطيعون  الذهاب الى خيارات افضل بالمشروع الثاني ام سيقعون أسرى لشروط وقوانين الشركة و التي احتكرت المشروعين !!!!!
وبالتالي وقع هؤلاء بين المطرقة والسندان!
طبعا وزارة الاسكان من صوب والسياحة من صوب وغيره ..الخ

    وخلونا ننتظر الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية التي أكملت أكثر من 10 سنوات حبيسة التنفيذ ووفق رأيي حتى ولو انجزت ستكون هنالك اشكالية في تحقيق مكوناتها لأنه ومع احترامي ،يعتبر هذا النوع من المناهج قديما جدا ، ومتطلبات الزمن الحالي والمستقبلي ما عادت تكتفي  ب"استراتيجية"
رأيي أعلاه يأتي من منطلق تحقيق أقصى درجة من الفوائد الاستراتيجية(ماليا ومجتمعيا وتجاريا واقتصاديا وبنية اساسية وعقار وغيره ولجميع الاطراف)  جراء هذه المشاريع وليس الرضى بببعض الفوائد! يقابل الكثير من الأزمات


تحياتي 
صلاح بن سالم الحجري
30 مارس 2019
www.salahalhajri.com


أدناه صور لبعض المشاريع ..... !!!!!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ازدواجية المشاريع الرقمية وتبذير الاموال، مشهد بارز لمشروع التحول الرقمي للحكومة

محطات الاستمطار الأيوني بالسلطنة قد تكون السبب الرئيسي لقلة الامطار

إدارة الأزمات - مثال فيروس كورونا