450 مليون ريال عماني، وين راحت؟! مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض



مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض


يعتبر المشروع من المشاريع الكبيرة في السلطنة وتشرف عليه شركة "عمران"
 سأحاول أن اختصر مقالتي كثيرا لأن الكتابة بإسهاب في هذا العصر لا مكان له- للأسف ، كما أنه من الصعب أن نتناول فصول القصة لكثرة ما بها من هفوات واخفاقات والتي كثر الحديث عنها وبشكل مستمر ودائم ولا أدل عن هذه الهفوات إلا غياب لغة الارقام وأعني بها الايرادات والمصروفات

قبل أن اتحدث عن أهم مشروع لعمران أدعوكم لزيارة الموقع الالكتروني الرسمي للشركة الحكومية والتي بمجلس إدارتها أكثر من 6 شخصيات من اصحاب المعالي المسيطرين على بعض مجالس ادرات الهيئات والشركات الحكومية الأخرى . إضافة إلى عضوية أثنين من التجار وهذا يعني نظرياً أن مشاريع عمران لديها القدرة في الحصول على التنسيق المسبق والتسهيلات المطلوبة اضافة الى ضمان ان التخطيط المدني/الحضري الوطني  سيكون متوافقا معها !!!

طبعا الموقع باللغة الانجليزية حتى ساعة نشر هذه المقالة، بالرغم من ان نطاقه هو عمان .om وبالرغم من انه يمثل الحكومة .

كما أن الرئيس التنفيذي حسب الموقع  أجنبي 
الموقع 
www.omran.om

باختصار ما استطيع قوله عن آداء هذه الشركة ولعلي أجد وقتا بالمستقبل للكتابة عنها ولي مقال قديم عن فشل مدينة الألعاب الأولمبية الشاطئية بالمصنعة،  اتذكرون ذلك الحدث الرباضي؟! 
ما استطيع قوله يتلخص في التالي 
- الشركة لم تحقق طموحاتنا، وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهداف التنمية العمرانية السياحية! 

*************
نعود إلى مشروع مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض والذي كلف او سيكلف الدولة مئات الملايين الريالات، ووفق الارقام المعلنة سابقا - حوالي 450 مليون ريال عماني ، ولعل المبلغ سيزيد أو زاد

* أكتملت المرحلة الاولى من المشروع بافتتاح تمهيدي لمركز المعارض  ويتبقى مركز المؤتمرات ( في ظل وجود شح إعلامي وتسويقي لأخبار المركز وهذا يتناقض مع شعارت بناء وإنشاء أيقونة عالمية للمعارض والمؤتمرات في السلطنة  لأن وجود مثل الهدف يعني أنه من الضروري وجود اعلام  مستعد وتسويق وغيره ..الخ ) 
* يوجد فندقين على وشك الانجاز،
* تتم اقامة المشروع في منطقة مرتفعات المطار وقد سميت المنطقة   بمدينة العرفان!حسب ما يردنا من هنا وهناك 
* المخطط المنشور في الموقع الالكتروني ، لا يشير الى مدينة بل الى مركز المعارض والمؤتمرات و بعض الفنادق والشقق و واحة للشركات اضافة الى مركز تجاري كبير ! اي ان الكثافة السكانية ستكون متواضعة في حرم المدينة. 
لمزيد من المعلومات ، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لمركز المعارض والمؤتمرات والذي تم تعريبه قبل فترة قصيرة جداًَ
http://www.omanconvention.com/

* والجدير بالذكر ان المركز تحت ادارة شركة أجنبية عالمية!شركة أيه إي جي أوجدن
 وليس تحت ادارة عمران ولا تحت إدارة الحكومة وهذه هفوة كبيرة يطول فيها النقاش! لما لها من سلبيات !.

الحديث وكما اسلفت سيطول ولا أود الاسهاب فيه وسأكتفي بسرد مالم يعجبني في المركز حتى الان ولكم الحكم !
 => دعوة لمشاهدة مقطع مرئي باليوتيوب نشر قبل خمسة سنوات عن المركز (اضغط على الصورة أدناه )


1- تم تصميم المدينة على مساحة شاسعة وتتضمن مركز المعارض والمؤتمرات و فنادق وشقق ومركز تجاري و واحة الاعمال 
مسافات غير مترابطة ، لا يوجد فكر لتوفير قنوات النقل العام (ترام، قطار، مسافات قصيرة للمشي  ) لا يوجد فكر بناء مدينة ببنايات مرتفعة بعض الشيء و متجاورة ، واسواق  تعزز من تجربة الزائرين، ومن الصعب جدا التنقل بين اجزاء المدينة بدون السيارة ! 


2- تم اختيار بناء المركز في افضل مكان بالموقع وكذلك في أعلى نقطة ممكنة ، إلا انه تم ضرب هذه المقومات في عرض الحائط ولم يتم استغلال الموقع :
- مبنى مواقف غبي-اسمحولي على هذه العبارة- يقوم بالتغطية على مبنى المعرض ، يعني لا يمكن الاستفادة القصوى من ايجاد شرفات وجلسات ومقاهي داخل المعرض تطل على منظر جميل كمنظر البحر والمطار او المدينة ، من يمشى في حرم المعرض "الباحة الخارجية " لن يرى الا مبنى المواقف !!!!!!!!!!!!!! ، كذلك لم يتم الاستفادة او استغلال المنظر الخلفي المرتفع (المطل على الطريق السريع والجبال الجميلة، بتاتا وهذا في نظري اخفاق كبير في تصميم مبنى كان من المفروض ان يكون أيقونة للسلطنة ! باستثناء قاعات المؤتمرات (تحت الانشاء )  يعني بالمختصر ولو ذهبت الى اغلب مراكز المعارض العالمية الشهيرة، ستجدونها توفر اطلالة منها وإليها اضافة الى ارتباطها او التصاقها بما حولها من عمران او طرق او مواصلات = لدينا ، لا يوجد الا استفادة متواضعة خجولة !
 صورة من تويتر 


3-  تعزيز استخدام تقنيات الطاقة المتجددة = لا يوجد بتاتا ، لا توجد خلايا شمسية، ولا انارة طبيعية كافية ...وهذا يعتبر امرا سلبيا في عالم المعارض في العصر الحديث ، حيث نجد اغلب المعارض الجديدة تحاول قدر الامكان تسويق مبانيها تصميميا وتقنيا بما يتوافق مع البيئة و توفير النفقات  ، لدينا = لا يوجد،  بل أعباء تشغيلية. 

4- المعارض الشهيرة القديم منها والحديث ، توجد بالقرب من مراكز المدن او في منتصف مدن جديدة او في مزارات او اطلالات مميزة ويستطيع الجميع بكل فئات المجتمع الوصول اليها بسلاسة وسهولة عبر مختلف وسائل النقل ، ما يوجد لدينا هو كارثة بحد ذاتها تساهم في تدني عدد الزوار  (خصوصا فئة الشباب) وكذلك في انخفاض عدد الزيارات المتكررة نتيجة تعقيدات التوجه الى المركز لأكثر من مرة  في اليوم الواحد بسبب المسافات من الفنادق المتوزعة خارج مدينة العرفان ، وعدم وجود ما يجعل الزائرأو يشجعه على أن يقضي يومه كاملا  في المركز مستمتعا بخدماته المتنوعة والاسواق المجاورة له -مشيا بالاقدام او المواصلات العامة كالترام وغيره، اضافة الى وجود الاطلالات والتي تحدثنا عنها سابقا.


5 - المعارض الناجحة تعتمد على دعم مختلف الاعمال لبعضها البعض ، يعني لا داعي ان تقوم الحكومة بإنشاء فنادق 5 نجوم و 4 نجوم  عديدة ، بل يتم تخطيط مدينة حديثة من ضمن المعرض، ويقوم القطاع الخاص بالمزايدة للحصول على افضل قطع الأراضي لبناء الاسواق  والبنايات والفنادق  وتكون مجاورة للمعرض وبذلك يكسب الجميع ، لدينا تقوم الحكومة بإنشاء مدينة راقية مكلفة تشكل عبء عليها  نظرا لوجود نفقات تشغيلية وكثافة سكانية متواضعة بالقرب من المعرض  الموجود في طرف مدينة العرفان، وعدم وجود شبكة نقل ولا حتى شبكة  اتصال قوية وهذا ما ثبت لدينا اثناء زيارتنا للمعرض خلال الفترة الماضية ( ان تقوم بتشغيل المعرض ، يجب ومن اليوم الأول ان تتوافر فيه جميع الخدمات لجذب الزوار وضمان قضائهم فترة أطول في المعرض) 

أذكر انني زرت معرض جيتكس بمركز التجارة العالمي بدبي ومكثت في فندق خارجي بثلاثة نجوم طوال اسبوع بدون سيارة،وكنت فقط اتنقل عبر المترو  من الفندق الى المركز في رحلة لا تتجاوز 10 دقائق  وحين نزولي من المحطة اجد امامي مباشرة احدى ساحات مركز المعارض لديهم والذي يتميز بوجود العديد من المداخل المتوزعة على الطرق المحيطة به،  ثم وفي وقت الغداء أعود للفندق  واخذ راحة، وحين يصبح الوقت عصرا اتوجه للمعرض مرة ثانية.
في حال مركز المعارض الجديد لدينا، من المستحيل كزائر أو منظم من خارج مسقط/البلد مثلا ومقيم في فندق خارج المنطقة  ، أن اقوم بذلك للاسباب التي ذكرتها بالاعلى واكثر ! 

وتجربتي بزيارة برنامج "تنفيذ" خلال الفترة الماضية اثبتت لي ذلك، حيث لم اجد ما يجعلنني اقضي وقتا ممتعا هنالك لعدم وجود الخدمات ولا حتى وجود اطلالة استمتع عبرها بأخذ وقت راحة .. فقط مقهى متواضع بمقاعد غريبة غير مريحة ! وحتى الانترنت الخاص عبر هاتفي ، كان سيئا ! مما جعلني أتجول  واجلس فترة قصيرة ثم اهرول مغادراً.



صلاح الحجري 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ازدواجية المشاريع الرقمية وتبذير الاموال، مشهد بارز لمشروع التحول الرقمي للحكومة

محطات الاستمطار الأيوني بالسلطنة قد تكون السبب الرئيسي لقلة الامطار

إدارة الأزمات - مثال فيروس كورونا